14 - 06 - 2025

مدينتي الفاضلة| ودا مين اللى هانقول له، كتر خيرك!

مدينتي الفاضلة| ودا مين اللى هانقول له، كتر خيرك!

إعلان الرئيس السيسي عن غضبه بالأمس، يؤكد إصراره على اقتحام كل الملفات الشائكة، والتي بدأها بجسارة مع ملف الطرق والمواصلات فانفتحت مسام القاهرة.. ثم ملف الاسكان، عمليا بتوفير السكن قبل تحرير الإيجارات القديمة ورفع ظلم نصف قرن.. ثم دعمه لرؤية وخطوات وزير التعليم د. طارق شوقي، الذي أثمر نجاح 111 شاب فقط من 300 ألف تقدموا لمنحة تأهيل خريجي الهندسة والحاسبات.. رسوب غير المستحقين مؤشر لإنطلاق نهضة تعليمية تشمل تقنين المجانية، وهو ما تصورناه حلما مستحيلا من طول النداء.

بدأ الرئيس فعاليات المشروع القومي لتنمية الأسرة معلنا وضع حجر أساس الحد من الزيادة السكانية، وأراها البداية الحقيقية لتعافي مصر من أمراض مزمنة أنهكتها!!

مثلا، "هند"إمرأة معيلة ضمن آلاف أرانب يتزاحمون أمام أبواب الطوارئ بدون حق، لكن إنسانيا يستحيل رفضهن.. تعول أربع بنات وزوجا "نطعا"، عامل يومية يصرف يوميته على المكيفات!! "صبا" أصغرهن - 9 أشهر- وٌلدت بعيب خلقي لم يٌكتشف إلا وهي تحتضر!! ولأن الأم جاهلة بدبلوم تجارة!! عاشت صبا كل أيامها تٌعالج بالمضادات والبخاخات من ضيق تنفس والتهاب رئوي متكرر، وأخيرا أثار هزالها انتباه الطبيب، فطلب أشعة موجات صوتية (ايكو).. نصحها الحبايب بمركز اشعة رخيص بالمنطقة - 500 ج فقط - لأنه نصباية داخل شقة سكنية منزوية، أكد الايكو سلامة القلب ليستمر العلاج ويتسارع التدهور!! في ليلة قدرها ساءت حالتها فتلقفتها طوارئ مستشفى الدمرداش، وثبت أن سبب التهاب الشعب هو ثقب بالقلب!! أياما في الرعاية حتى استقرت وغادرت لإفساح مكان لأمثالها، بأمل التحام الثقب الصغير دون جراحة.. عاودها ضيق التنفس، ولا مكان متاح إلا رعاية مستشفي خاص، لتواجه حتمية جراحة عاجلة بالغة الخطورة لضعف وزن صبا، خمسة كيلو، ولاتساع الثقب إلى 16 مللى، بتكلفة 140 ألف.جنيه!! نصحها الطبيب ان تستنجد بالمستشفيات الخيرية، لكن طوارئ وزارة الصحة أسرع من لبت النداء، أدخلتها مستشفى تأمين "أطفال مصر".. أجريت الجراحة فورا ومجانا وبنجاح!! وتم احتضانها ورعايتها، وهي حاليا تتعافى، وتسجل شهادة تقدير لأطقم التأمين الصحي.

ليتضح أن الخدمة العلاجية المجانية العظيمة - التي تدعمها الدولة - فائقة الرحمة والكفاءة والكرامة، لا نعرفها إلا صدفة!! مع أنها فاقت أحلام البسطاء.. وأعرف شابا سجد لله شكرا لموت امه راضية مرضية بعد معاناة السرطان، لأن سيارة الاسعاف الفاخرة اخترقت منافذ الحي الضيقة، ونقلتها لتمضي آخر أيامها بغرفة مكيفة على النيل، تحتضنها رحمة الفريق الطبي والمسكنات، ومجانا بعد تراكم ديونه وبمجرد اتصاله بطوارئ الصحة!! 

وأراها خدمة أحق بجمع التبرعات، لا تتطلب إلا اختيار مدير صاحب رؤية وقرار.. مثلما بادرت مستشفى الدمرداش رمضان الماضي باعلانات جمع تبرعات.. وسريعا لمسنا الثمار، توسعة وتحديثا لأقسام الطوارئ والحالات الحرجة أوسعت مظلة العلاج المجاني الكريم، ورفعت جامعة عين شمس درجات عن القاهرة ذات الصناديق الخاصة، وتبرعات الإخوة العرب!!

وزارتا الصحة والتعليم العالي تئنان من قوائم الانتظار وهروب الأطباء واطقم التمريض أمام ضغط العمل وضعف الدخل.. وها هو الشهر الكريم  قادم والمستشفيات الخيرية - فقط!- تستعد لحصاد أموال الزكاة.

مثلا ورثة مستشفي " الناس" الخيرى، التي أنشأها صاحب كريستال عصفور، تشبثوا بتكليف الادارة التنفيذية للأستاذة أنيسة حسونة، لثراء روحها بتجربتي تحدى شراسة السرطان، ونجاح إدارة مستشفي العظيم د. مجدى يعقوب.. فقدمت إعلانا شديد البهجة بعد تعديل خفيف لمطلع أوبريت عن "التورتة" كتبه صلاح جاهين لتمجيد العمل وتحية جنود التورتة المجهولين، من الفلاح زارع القمح إلى الطحان والفران والحلواني الفنان.. غنته نيللى زمان، ولحنه العذب هاني شنوده، الذي استبدل كلمة التورتة بالمستشفي، ليصبح "وده مين الحاجة الحلوة دي بناهالنا/ وده مين اللى تعب وشغلها لنا/ وده مين اللى هنقول له كتر خيرك/ انتو، والناس اللى بتداوي قلوبنا." غنيناها كلنا رمضان الماضي مع أطفال تعافوا، وملكت كلماتها قلوبنا، ليتدفق مع المال، دعم مؤسسات المجتمع المدني والبنوك، فتكتمل وصية صاحبها خميس عصفور في عام واحد فقط!! ونرى أكبر واحدث مستشفي نموذجى خيري – 600 سرير- لعلاج قلوب الأطفال المولودين بعيوب خلقية فى أفريقيا والشرق الأوسط!!

أما مستشفي "أطفال مصر" فقد أثبت صدق ما يوحي به الاسم من احتضان وإنسانية وكرامة، وعلاج بأولوية الحالات الحرجة! وأن المعدمين في مصر ماعادوا يتسولون، لكنهم لا يزالون أرانب وجرادا يلتهم الأخضر واليابس، الطاقة والموارد! الحد من الانجاب يحتاج قانونا، أرشح تكليف الفنانة سوسن بدر البدور، ببطولة حملات نشر بنوده، للتوعية بالمميزات، والخسائر، والعواقب.

الرئيس السيسي اقتحم مستحيلات وملفات شائكة.. ونثق بوعوده في الحد من الزيادة السكانية، وتعميم التأمين الصحي الشامل.. وضرب وحشية مستشفيات خاصة، فتح لها الكوفيد ليلة قدر شياطين، فأخفوا مرضي العزل، ومصوا دماءهم!! إغضب ياريس مقتحما المستحيلات.. واسمع أصواتنا تغني لك، كتر خيرك.
---------------------------
بقلم: منى ثابت

مقالات اخرى للكاتب

مدينتي الفاضلة | رأس الحكمة هي في استعادة الأرض والكرامة!!